تميّز إحياء العاشر من محرّم هذه السنة بالمسيرات الجماهيرية الضخمة في الضاحية الجنوبية وبيروت والجنوب والبقاع، والتي لم يسبق لها مثيل من قبل. وبعد انتهاء مجلس العزاء المركزي الذي يقيمه الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان، أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، سارت مسيرة ضخمة في شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت قُدِّرت بمئات الآلاف، وصولاً الى ملعب "الراية" (الصفير) حيث تحدّث سماحة الأمين العام مستهلاً كلمته بالحديث عن عاشوراء الإمام الحسين (ع)، ثم تطرق سماحته الى القضايا الداخلية والإنتفاضة المباركة في فلسطين المحتلة، قائلاً:
أولاً: نؤكد على قرارنا باستمرار المقاومة المسلحة والجهادية لتحرير بقية أرضنا المحتلة، والعدو يعرف جيداً أنّ هذا قرارنا، ويعرف شجاعتنا، وهو في هذه الأيام ينتظرنا في مزارع شبعا في أعلى درجات استنفاره. إنني أؤكد على الجهوزية الدائمة للمقاومة، وعلى كل الصعد، للدفاع عن لبنان وشعبه وأرضه ومياهه وكرامته وسيادته. وألفت المشغولين كثيراً بالأحداث الداخلية الى أنّ الخروقات الصهيونية منذ الإنسحاب الإسرائيلي المذلّ في أيار تجاوزت الألف خرق، في السماء والمياه والأرض والحدود وفي الإعتداء على المدنيين. وأؤكد أنّ المقاومة هي أولاً حاجة لبنانية وطنية، وقوة للدفاع عن لبنان وعن شعبه وكرامته وسيادته وأرضه ومياهه في وجه كل الإعتداءات المحتملة من قِبل هذا العدو الصهيوني ذي الطبيعة العنصرية والعدوانية والوحشية. وهذه المقاومة تقف اليوم لتضع العدو أمام توازن الرعب، وتؤكد له أنّ أي عدوان على لبنان لم يعد نزهة كما كان في الماضي.
ثانياً: في عاشوراء الحسين (ع)، في السنة الماضية وقفت هنا وقلت باسم المقاومة والمجاهدين: إننا لن نترك أسرانا ومعتقلينا في سجون الصهاينة. وقد وفى مجاهدو "المقاومة الإسلامية" بما وعدنا وبما عاهدنا، وكما عهدناهم أوفياء للعهد والقَسَم، وأصبح في يد حزب الله اليوم الإمكانية في استعادة الأسرى والمعتقلين، وإن كان الأمر يحتاج الى بعض الوقت، فإنني أؤكد لكم أنّ صبر الصهاينة هو الذي سينفد في نهاية المطاف، وسيخضعون ليعطوا للمقاومة الثمن الإنساني الذي تريده لإنجاز عملية التبادل هذه. بدعائكم وتأييدكم وتضحيات المقاومين سنتمكن إن شاء الله من أن نعيد الشيخ عبد الكريم عبيد الى عائلته والحاج مصطفى الديراني الى عائلته، وستفرح العائلات الفلسطينية والعربية والإيرانية عندما تشاهد أبناءها وأزواجها وإخوانها قد عادوا إليها دون منّة من أحد، بفضل الله وبفضل المجاهدين في سبيل الله من فوارس "المقاومة الإسلامية" في لبنان.
ثالثاً: تتواصل الإنتفاضة الشعبية المباركة في فلسطين المحتلة لتأخذ شكل المقاومة المسلحة أيضاً، وهذا يعني تطوراً كبيراً ومهماً واستراتيجياً في حركة الإنتفاضة، الشعب الفلسطيني لجأ الى الخيار الصحيح، ولكن كلنا يعلم وتجربة لبنان ومقاومته أنّ هذا الخيار يجب أن يأخذ وقته الطبيعي، ولا ينتظرنّ أحد الإنتصار بعد أسبوع أو بعد شهر أو بضعة أشهر. هذا الخيار بحاجة الى صبر وصمود وثبات والى يقين، ونهايته ستكون الإنتصار الحتمي إن شاء الله، بالرغم مما يتعرض له المقاومون وشعبنا في فلسطين؛ فإنّ رهاننا كان كبيراً وما زال على صمود وشجاعة وعزم وإرادة هذا الشعب المضحي والمجاهد.
وأما المحاولات الصهيونية في قتل الكوادر واغتيال القادة وعمليات القصف والحصار، فهم لا يأتون بجديد، لا في مواجهة الفلسطينيين ولا في مواجهة اللبنانيين. تجربتنا علّمتنا أنّ الخضوع والتراجع أمام الضغط العسكري الإسرائيلي سوف يزيد من قناعة العدو بأنّ الضغط العسكري مفيد وناجع وناجح. أما عندما لا نتراجع ونكمل طريقنا فنُقتَل ونَقتُل وتستمر العمليات الجهادية والإستشهادية وفي قلب أرض الـ 48 في فلسطين المحتلة، وعندما يبقى الشعب في الشارع سوف يتأكد الصهيوني الإسرائيلي - أياً كان - أنّ وسيلته هذه لن تجديه نفعاً، وأنّ عليه التراجع والإنسحاب.
وهنا يجب أن نذكّر العرب والمسلمين جميعاً بمسؤولياتهم تجاه المقاومة الجهادية في فلسطين وتجاه المطالبة بأخذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لمعالجة هذا الوضع اللاإنساني الذي تعيشه المخيمات الفلسطينية. من حق الفلسطينيين في لبنان أن يحصلوا على أبسط الحقوق المدنية والحقوق الإنسانية كإنسان، فكيف إذا كانوا إخواناً لنا! وأطالب بإعادة النظر باستثناء الفلسطينيين من حق التملّك، بعيداً عن عقدة التوطين، لأنّ الفلسطينيين لا يريدون البقاء هنا، ولأنّ اللبنانيين جميعاً، المسلمين والمسيحيين، يرفضون توطين الفلسطينيين وبقاءهم في لبنان.
وقال سماحته: "كان من المفترض بعد الإنتصار الكبير الذي حققه اللبنانيون على الصهاينة أن يزدادوا قوة ووحدة، وأن يركزوا أولوياتهم، مستفيدين من أجواء الإنتصار لجهة العمل من أجل استكمال تحرير الأرض، والعمل من أجل إطلاق سراح المعتقلين والأسرى، ومن أجل رصّ الصفوف في مواجهة العدوان المحتمل والأطماع الصهيونية الإقتصادية الخانقة المزرية التي نعيشها في لبنان، ولجهة إعادة بناء وإعمار ما هدّمته الحرب، ولجهة معالجة بقية الملفات الداخلية المهمة والتي لم تُستكمل بعد. ولكن ما أن مضت أيام قليلة على عرس الإنتصار الكبير والتاريخي، حتى ارتفعت بعض الأصوات من بعض اللبنانيين مطالبة بخروج القوات السورية من لبنان ومطالبة بإنهاء الوجود السوري في لبنان، وطرحت الموضوع كقضية مركزية لبنانية تتمحور حولها العديد من المواقف والخطب والتصريحات والأنشطة واللقاءات في داخل لبنان وفي خارجه".
"نحن المجتمعين هنا في الضاحية وفي وبيروت وفي البقاع الغربي وفي بعلبك وفي الهرمل وفي صور والنبطية وبنت جبيل وبقية المناطق اللبنانية، والذين سيشاهد العالم حشودهم وحضورهم من على شاشات التلفزة - فلسنا بحاجة الى طرح الأعداد الآن - لكن أقول باسم هؤلاء جميعاً، ومن موقعنا الوطني واللبناني، من واجبنا أن نعلن موقفنا من هذا الموضوع، وأن نتحدث فيه بصراحة، وأن نطرح ما لدينا من أسئلة. وبالتأكيد نحن نصرّ على جميع اللبنانيين الذين يتعاطَون هذا الملف أن يبتعدوا عن كل أشكال وأساليب ولغة الشتائم والسباب بحق بعضهم البعض، فهذا لا يعالج القضية ولا يداوي جرحاً. من حق كل لبناني أن يقول ما عنده وأن يعبّر عن رأيه بصراحة، ولكن إذا كنا نريد مصلحتنا الوطنية وأن نتحرك من خلال حرصنا الوطني، فيجب أن نبتعد عن هذه اللغة، وما سأقوله الآن هو بالتمام والكمال بعيد عن لغة الشتائم ولغة السباب، سوف أمارس بالنيابة عن كل المحتشدين الحق الشرعي في التعبير عن رأينا وحقنا الشرعي أو القانوني في توجيه أسئلة للبنانيين آخرين يخالفوننا الرأي ويتحركون في اتجاه آخر. وأنا إنما أقول ما أقول من موقع الحرص على كل اللبنانيين، وكجزء منهم، ومن واجبنا أن نتصارح ونتناصح في ما يعني بلدنا الذي هو سفينتنا الواحدة والمشتركة، فأي خرق فيها سيُغرق الجميع".
وقال سماحته: "الكل يعرف أنّ سوريا، ومن خلال وجودها المباشر في لبنان، أوقفت الحرب الأهلية ونزيف الدم والإقتتال المدمر بين الطوائف وفي داخلها، وحققت أمناً واستقراراً داخلياً ودفعت الأمور باتجاه سلم أهلي ما زال صامداً حتى الآن. والكل يعرف أنّ سوريا ساعدت اللبنانيين على بناء مؤسسات دولتهم المفككة والممزقة والضائعة، وأصبح لنا جيش واحد وحكومة واحدة، بعد أن كان هناك جيشان وحكومتان، وأنها حمت المقاومة وساندتها طوال سني المواجهة والقتال. وكيف يمكن للبناني منصف أن ينسى وقفة الراحل الكبير حافظ الأسد وسوريا في تموز 93 في مواجهة حرب "تصفية الحساب" الصهيونية، وفي نيسان 96 في مواجهة "عناقيد الغضب" الصهيونية، الى أن كان الإنتصار والتحرير، الذي إنما عشنا لذّته وأعراسه لأنّ بلدنا كان ينعم بالأمن والسلم والإستقرار الداخلي، وينعم بأنه أصبح بعيداً كل البعد عن الحرب الأهلية".
أضاف: "ثم طُرحت قضية الوجود العسكري السوري بقوة، وطُرحت على أنها مطلب وطني لبناني، وأنّ الذي يطالب بخروج القوات السورية إنما يتحدث باسم اللبنانيين جميعاً وباسم الوطنيين جميعاً، وهذا ليس صحيحاً، مَن يطالب إنما يطالب باسمه وباسم مَن يؤيده. نحن هنا، كفئة وشريحة وتيار كبير من اللبنانيين، ومعنا أكثرية اللبنانيين، لها رأي آخر ووجهة نظر ورؤية أخرى".
ومضى سماحته: "وهنا يحق لنا السؤال بحرص: لماذا كان قتال العدو الصهيوني المعتدي والمحتل للأرض - وأسمَوا ذلك في السابق بـ"دورة العنف" - القاتل والمرتكب للمجازر، والمعتقل آلاف اللبنانيين في السجون، يحتاج الى إجماع وطني، وكذلك العمل من أجل تحرير مزارع شبعا واستعادة أبنائنا وإخواننا في السجون الإسرائيلية يحتاج الى إجماع وطني، بينما المطالبة بإخراج الصديق والمساند والمدافع والحامي - أي الجيش السوري - لا يحتاج الى إجماع وطني؟!..".
وتساءل: "لماذا نجد هذا الإصرار كله في المطالبة بعودة آلاف العملاء، الذين لم يسلّموا أنفسهم للقضاء اللبناني، مع أنهم رأَوا الأحكام المتساهلة جداً وهي أحكام تنص بالسجن ثلاثة أيام وأسبوع وأسبوعين وستة أشهر وسنة! ومع ذلك هم لا يعودون ولا يسلّمون أنفسهم للقضاء اللبناني، وترتفع الأصوات وتصبح قضية وطنية وإنسانية أن يعود العملاء ويعطى لهم ضمانات بعدم التعرض لهم بسوء، وأن يطالب بالعفو عن العملاء المسجونين لدى القضاء اللبناني، وتصبح قضيتهم قضية إنسانية! مَن قتلنا واعتقلنا وقصفنا وارتكب المجازر من اللبنانيين العملاء يجب أن يعود الى لبنان ويُعفى عنه، أما السوريون الذين قاتلوا معنا ودافعوا عنا وحمَونا وكانوا الى جانبنا، هؤلاء يجب أن يحاكموا ويوضعوا في دائرة الشبهات والإتهام وأن يخرجوا من لبنان!! أي عاقل ومنصف وإنسان لديه عقل في تقدير المسائل يمكن أن يتخذ مواقفَ من هذا النوع؟".
"السؤال الثالث - أضاف سماحته -: لماذا عندما تحصل عملية في مزارع شبعا تقوم قيامة هذه الأقلام وهذه الأصوات لتقول: إنّ المقاومة تريد أن تدمر المناخ الإستثماري في لبنان، وأن تعطّل النهوض الإقتصادي. وهم مخطئون فيما يقولون. المقاومة هي من أهم شروط تأمين المناخ الإستثماري في لبنان، وهي من أهم شروط قيام نهوض إقتصادي في لبنان، لأنّ المقاومة أوجدت عند الحدود توازن رعب مع هذا العدو، فلم يعد قصفه البنى التحتية والإخلال بأمن اللبنانيين نزهة أو عملاً بسيطاً. لماذا تقوم الأصوات وتوجِّه للمقاومة هذا الإتهام، في الوقت الذي هي التي تحمي هذا المناخ، ولا يسألون أنفسهم هذا السؤال: تقولون بوجود أزمة إقتصادية خانقة، إذاً أُتركوا "إسرائيل" المنسحبة، وأعطوا البلد شيئاً من الوقت. أفليس إثارة قضية من هذا النوع تؤدي الى انشقاق بين اللبنانيين والى خلاف بينهم؟ أليس التشكيك في السيادة والإستقلال والأمن والحريات ضربة قاصمة لمناخ الإستثمار والنهوض الإقتصادي في لبنان؟ هو بالتأكيد كذلك".
"السؤال الرابع - تابع سماحته - نقف بحَيرة عندما نجد أنّ البعض من اللبنانيين يتحرك منذ بداية التحرير ويستهدف - من حيث يشعر أو من حيث لا يشعر - أهم عناصر القوة في لبنان خلال المواجهة مع العدو، من أهمها المقاومة فيشككون بالمقاومة، ومنها وجود القوات السورية فيطالبون بإخراجها، ومنها الإلتزام الوطني لجيشنا الوطني اللبناني، فنجد أنّ البعض يصرّ على زج جيشنا في لعبة خطرة بدفع وتصريح واضح ومطالبة علنية من الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل"، لا أريد أن أقول إنهم أميركيون أو إسرائيليون، أو أن أتهم أحداً، لكن من الواضح أنّ هذا المطلب تطالب به أميركا و"باراك" و"شارون".. وصولاً الى الطعن المستمر من قِبل البعض برئيس الجمهورية في لبنان العماد إميل لحود، الذي كان وما زال كرأس للدولة من أهم عناصر قوة الموقف في الدفاع عن لبنان ومواجهة التهديدات الصهيونية سابقاً وحالياً".
"نحن كلبنانيين عندما ننظر الى وضع المنطقة وتطوراتها، وخصوصاً بعد مجيء "شارون" وما يتهدد لبنان من أخطار، نرى ونعلن بكل وضوح - إنطلاقاً من الحسابات الوطنية والقومية والمعركة الأساسية وبحسابات الأهداف الكبرى - أنّ لبنان اليوم هو بحاجة أكثر من الماضي الى سوريا، وخصوصاً بعد الإنتصار، لأننا في معرض العدوان والإنتقام الصهيوني. وبالإعتبار الإقليمي سوريا وبقاؤها في لبنان حاجة إقليمية للبنان، وبالإعتبار الداخلي للبنان أيضاً نرى أوضاعنا الداخلية تتردى بسرعة عند طرح أي مسألة خلافية، وتبرز الى العلن كل الحساسيات والعداوات القديمة ومصطلحات الحرب الأهلية، مما يؤكد أننا - وبالإعتبار الداخلي المحلي اللبناني - ما زلنا بحاجة الى المساعدة والمؤازرة السورية لجيشنا ولأجهزة الدولة، ولا يجوز أن نغامر بالقول: "فليخرج السوريون وسترَون أنّ البلد ليس فيه مشكلة"! لا يمكننا أن نغامر ولا يجوز لنا أن نجرّب فبلدنا لم يعد يحتمل مغامرات وتجارب قاسية، وخصوصاً أنّ الكثير من المغامرين ما زالوا موجودين في الساحة".
"لذلك، أعلن - باسم كل هذه الحشود - أنّ الوجود السوري في لبنان هو أكثر من حاجة إقليمية للبنان ومن حاجة داخلية للبنان. بل أريد أن أزيد بأنّ وجود القوات السورية في لبنان هو واجب قومي على سوريا يجب أن تؤديه وأن تقوم به، كما فعلت في الماضي، ولو أرادت القيادة السورية أن تُخرج قواتها وجيشها من لبنان، نحن كلبنانيين سنقف ونقول لهم: أنتم مخطئون، وتقومون بعمل ليس من مصلحة لبنان، لا بالإعتبار المحلي ولا بالإعتبار الإقليمي، وتتخلّفون عن أداء واجب قومي، وستتحملون مسؤولية هذا التخلّف".
"وأقول للبنانيين جميعاً، وخصوصاً للمسيحيين: نحن حريصون على عيشنا المشترك ومتمسكون به، ولا أحد يريد "تطفيش" أحد من هذا البلد، وهو لنا كلنا، وسيبقى، ونريد أن نعمل سوياً ونبحث سوياً على طريق خلاصنا الوطني، ولكن تعالَوا نستفيد من كل تجاربنا ورهاناتنا السابقة. وأقول لكم: كل الذين راهنوا على "إسرائيل" خسروا، ولا يحتاج ذلك الى استدلال، فواقع الحال يشهد بذلك. واليوم أي رهان على أميركا والغرب هو رهان خاسر، لأنّ هؤلاء لا يرَون في المنطقة إلاّ "إسرائيل" ومصالح "إسرائيل" ".
وأضاف: "إننا في هذا اليوم، وبعد التعبير عن هذا الموقف، نناشد الجميع ونأمل منهم أن نطوي ملف الوجود السوري في لبنان حتى أشعار آخر، ونصارح بعضنا كلبنانيين، ويتحمل كل واحد منا مسؤوليته عما فعله من صواب أو من خطأ، ولا نلقي بكل أخطائنا وأثقالنا على سوريا، بل نعمل بشجاعة لمواجهة كل الأخطاء في الداخل دون أن يختبئ أحد منا خلف هذا الصديق أو ذاك".
وختم قائلاً: "في اليوم العاشر من محرّم لا بد من أن أوجه التحية الى روح إمامنا الخميني، مَن أحيى فينا نهضة الحسين وقيام الحسين (عليه السلام) وفكره وخطه، وأن نوجه التحية الى الإمام الكبير والعظيم آية الله العظمى السيد علي الخامنئي والى إخواننا في الجمهورية الإسلامية، حكومة وشعباً، على مساندتهم ونصرتهم لنا خلال السنين الماضية والحالية".
وبعد نهاية الكلمة، أدت الحشود الكبيرة الصلاة خلف سماحة الأمين العام، تأسّياً بالصلاة الأخيرة التي أدّاها الإمام الحسين (ع) في كربلاء.