المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خطــابات

محاضرة للسيد عباس الموسوي في منطقة فتح الله تاريخ 15-7-1991

الملخص: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف خلقه محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام على الامام الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين. السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.‏
هذه الايام، ايام الحزن والمصيبة، ايام مصابنا بابي عبدالله الحسين(ع). فعظم الله اجورنا واجوركم يا شيعة ابي عبدالله الحسين.‏
سأحاول ان انطلق بكلمة عن الامام الحسين(ع) من خلال الاساس الاول الذي بنا عليه الامام الحسين مواقفه التاريخية. يقول الله تبارك وتعالى في كتابه المجيد " بسم الله الرحمن الرحيم، يا ايها الذين آمنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الارض ارضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل" صدق الله العظيم.‏
هذا النص القرآني يعبر عن حقيقية نظرة الانسان المؤمن الى الحياة ونظرة الانسان الكافر الى الحياة. الانسان الكافر او الانسان الذي ضعف ايمانه بالآخرة، اذا دعي للجهاد والاستنفار في سبيل الله ، ينشد فورا الى الدنيا. "اثاقلتم الى الارض" في مقابل هذه النظرة، هناك الانسان المؤمن، الذين اذا دعي للجهاد فرح فرحا شديدا وانشد الى الآخرة. نظرتان متقابلتان. الانسان الذي ينشد الى الدنيا عندما يدعى الى الجهاد. وفي المقابل الانسان الذي ينشد الى الله ويتطلع الى رحمة الله عندما يدعى الى الجهاد. هذه النظرات المتقابلة عند الناس، الله تبارك وتعالى يحددها بشكل واضح وصريح " فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الى قليل". يعني ايها الانسان استعرض كل المتاع الدنيوي، من متعة المال، لمتعة الزعامة، لمتعة الدنيا بكل مباهجها وكل زخارفها، استعرض كل هذه الدنيا ماذا تساوي بالنسبة للآخرة، لا تساوي شيئا.بينما عندما تستعرض ما عند الله "ورضوان من الله اكبر"، عندما تستعرض جنة عرضها السموات والارض. فيها جوار الله. فيها جوار الرسل والانبياء والاولياء. فيها المتاع الاخروي بكل اشكاله ومستوياته.‏
عندما يقارن الانسان بين هذا المتاع الدنيوي والمتاع الاخروي، ماذا ستكون النتيجة، ستكون النتيجة ان متاع الحياة الدنيا قليل. قليل على كل المستويات. حتى عندما تاكل تفاحا، تاكل فاكهة، هذه الفاكهة تشعر بطعمها اللذيذ بلحظة مضغها فقط، يعني للحظات تستأنس بطعم هذه التفاحة او الفاكهة او أي شيء تاكله، للحظة واحدة، بينما هذا الطعم في الآخرة، طعم افضل بكثير وطعم خالد لا ينتهي، طعم يستمر، وهكذا بالنسبة الى كل المتاع الاخروي، متاع خالد. بينما بالنسبة الى هذه الحياة الدنيا. هي مجرد متعة عابرة وسريعة يمر بها الانسان سريعا. من هنا نظرة الانسان المؤمن الى هذه الحياة الدنيا، تؤدي بنتيجتها الى طلاق لهذه الدنيا. لا يمكن للانسان المؤمن، عندما ينظر نظرة حقيقية والهية لهذه الدنيا لا يمكن على مستوى النتيجة الا ان يطلق هذه الدنيا. بينما الانسان الكافر سيتعلق بهذه الدنيا تعلقا كاملا. ستصبح الدنيا كل شيء بالنسبة لحياته، ستنعكس على تصوراته وقناعاته، ستنعكس على مسلكه، ستنعكس على كل واقعه.‏
من هنا لنطل على محمد (ص) وعلى آل محمد كيف كانوا ينظرون الى الحياة، ما هي نظرة رسول الله ونظرة علي بن ابي طالب ونظرة السيدة الزهراء ونظرة الحسن والحسين كل هذا البيت الطاهر، بيت آل رسول الله ، كيف كانت نظرته الى الحياة الدنيا. اذكر لكم بعض النماذج على هذه المسألة، تقول الرواية " كان رسول الله مع بعض اصحابه في سفر، رجع الرسول مع اصحابه الى المدينة المنورة. وكانت عادة رسول الله عندما يدخل الى المدينة المنورة، كان اول ما يقصد، يقصد فاطمة الزهراء، يسلم عليها يجلس معها قليلا. دخل رسول الله على فاطمة الزهراء والصحابة ينتظرونه في الخارج، تبين ان السيدة الزهراء باعتبار ان الرسول الاكرم كان غائبا وعلي بن ابي طالب كان غائبا ، جهزت بعض المسائل، يعني مثلا صنعت كما تقول الراوية مسكتين من ورق مع قلادة، مع قراطين مع ستر للباب. عندما دخل رسول الله ورأى هذه المسائل التي جهزتها السيدة الزهراء غضب، بحيث رأت السيدة الزهراء الغضب في عيني رسول الله . ثم خرج من البيت (تقول الراوية) الى ان استقر رسول على المنبر في المسجد. فورا السيدة الزهراء احست بالموقف، فورا جمعت القلادة والقراطين وكل ما جهزت، ثم ارسلتهم مع رجل. قالت له اذهب بهذا المتاع الى رسول الله وقل له اجعل هذا في سبيل الله يا رسول الله. فورا ورسول الله على المنبر قال: جعلت فداك يا فاطمة ، جعلت فداك يا فاطمة ، جعلت فداك يا فاطمة. ثم قال ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد. ولو ان الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى الله منها كافرا. هذه الراوية في الوقت الذي تدلل فيه على زهد رسول الله بالدنيا، ايضا تدلل على زهد السيدة الزهراء، لان السيدة الزهراء فورا تبرعت بهذا المتاع في سبيل الله. ثم كانت شهادة الرسول (ليس الدنيا من محمد ولا من آل محمد) يعني ليس هناك أي علاقة بين الدنيا وبين رسول الله. ليست هناك أي علاقة بين آل محمد وبين هذه الدنيا، ثم يختم رسول الله ان هذه الدنيا تساوي او تعدل جناح بعوض ما سقى الله منها كافرا.‏
هنا ندخل الى المناسبة الى عاشوراء ، من هذه البوابة. جاء عبدالله بن عمر نصح الامام الحسين (ع) نصحه بعدم الخروج الى كربلاء ، كان خائفا على الحسين من القتل، قال له لا تخرج. الامام الحسين (ع) قابله بعبارة مختصرة لكن فيها كل الدلالات، فيها المعاني الكبيرة. قال له : يا ابا عبدالرحمن، اما علمت ان من هوان الدنيا على الله، ان راس يحيى بن زكريا اهدي الى بغي من بغايا بني اسرائيل. ثم امهل الله بني اسرائيل ولم يعذبهم بالعقوبة. هذه الدنيا التي يهدى فيها راس نبي من انبياء الله . ثم على اساس حديث رسول الله يسقى منها الكافر، ثم يقتل ابوعبدالله الحسين حفيد رسول الله عطشانا على شاطئ الفرات. مثل هذه الدنيا ما قيمتها. هذه الدنيا لو كان لها ادنى قيمة عند الله تبارك وتعالى، لكان الله بمجرد ان يرى راس يحيى بن زكريا يهدى الى بغي من بغايا بني اسرائيل، لانزال الله عليهم العذاب، لكن امهلهم، تركهم، لم يعجل بالعقوبة، امة تدعي انها على سنة رسول الله (ص) ثم تجتمع على قتل ابن بنت نبيها. ثم يقطع راس هذا الامام المعصوم حفيد رسول الله ، ثم يؤخذ هدية الى يزيد بن معاوية، هذه الدنيا ما قيمتها. المهم اهل البيت ومنهم الامام الحسين(ع) كانوا يرون ان العلاقة الوحيدة بينهم وبين الدنيا هي الصلاة، لا علاقة لهم بالدنيا. ولذلك لم يتردد الامام الحسن للحظة واحدة في الخروج للشهادة. الامام الحسين من يقرأ سيرته المباركة، يقرأ عشق الامام الحسين للقاء الله على ارض كربلاء، يرى ان الامام الحسين كان ينتظر كربلاء بفارغ الصبر. كان يعد الايام، يحسبها ساعة بساعة، أي متى تأتي كربلاء، هكذا من يقرأ سيرة ابا عبدالله الحسن (ع). كل ذلك لان الامام الحسين يرى بعين الله الدنيا، يراها ويعرفها معرفة جيدة، ولذلك من يرى رؤية الامام الحسين على مستوى الدنيا والآخرة، على مستوى جوار الله وجوار الشيطان، طبيعي ان يعشق كربلاء، ان يعشق لقاء الله من خلال كربلاء.‏
ولذلك تقرأ نماذج تحسبها نماذج غير بشرية على ارض كربلاء، لا تقرأ نموذج الامام الحسين فقط في كربلاء. تقرأ نماذج اصحاب الحسين، تقرأ نماذج الصبية على ارض كربلاء، تقرأ نماذج النساء على ارض كربلاء. تجد ان هذا النموذج البشري وكأنه ليس بشرا. كأنهم ملائكة كانوا على ارض كربلاء. كيف يمكن ان يفسر الانسان في هذا المجال موقف السيدة زينب(ع) هذه المرأة التي كانت متقدمة في السن عمرها ستين عاما. بنفس الوقت السيدة زينب كانت موصوفة على مستوى جسدها بأنها نحيلة جدا. امرأة سنها متقدم، جسمها نحيف ثم تقف كالطود الشامخ في كربلاء. لما ؟ لان السيد زينب اساسا لا ترى كل هذه الدنيا بشيء. لا تراه. السيدة زينب كانت ترى في شهادة اخيها على ارض كربلاء، لقاءاً بينه وبين جده محمد بن عبدالله (ص). السيدة زينب كانت ترى الحسين حيا، بين يدي السيدة الزهراء وبين يدي علي بن ابي طالب. لذلك كان من الطبيعي ان تمارس ما مارست سلام الله عليها. ان تقف ثم تأخذ جسد اخيها الحسين بيديها وتقول " اللهم تقبل منا هذا القربان". طبيعي هذا الموقف. كذلك موقف ابا الفضل العباس (ع) رجل في قمة عطشه، من يريد ان يعرف ما معنى العطش ليذهب الى ارض كربلاء الان.‏
رغم كثافة الشجر الان وجر المياه وترطيب الاجواء في كربلاء ليذهب وليستطع ان يستمر لساعتين بدون شرب الماء الان في كربلاء، فكيف في تلك الايام حيث لا شجر ولا مدر ولا حياة. ثم يستمر اهل البيت عطاشى لعدة ايام وتصبح المياه بيد ابي الفضل العباس، ثم يرمي بها الى الارض، مستحيل ان يشرب قبل ان يشرب ابا عبدالله الحسين. هذه نماذج. هذا النموذج ليس نموذجا معصوما، نموذج لرجل من اهل البيت لكنه ليس معصوما. كذلك بعض النساء من غير اهل البيت (ع) نماذج من النساء غير الهاشميات. كأم وهب تحمل السلاح وتنزل لتقاتل بين يدي ابي عبدالله الحسين. تحسن وانت تقرأ كربلاء بكل سيرتها، ان هناك اناسا تجردوا من كل شيء، لم يعد هناك اية علاقة بينهم وبين الدنيا بكل مباهجها. هذا طلق زوجته وانطلق الى كربلاء، هذا حمل لواء المواجهة ضد جيش بكامله وهو يردد عبارات الولاء لابي عبدالله الحسين، امامهم وقائدهم الامام الحسين يعبر بقصائد وهو في حال الشهادة، يعني وهو في حال النزع للشهادة يعبر بعبارات الولاء لله عزوجل " الهي تركت الخلق طرا في هواك".‏
هذا نموذج كربلاء على مستوى الولي المعصوم وعلى مستوى كل الذين ناصروا الامام الحسين على كل المستويات. هذا النموذج انتقل الينا بكل صوره، وبكل نماذجه وهو قائم الان امامنا في هذه المدرسة ونحن مجتمعون من اجل ابي عبدالله الحسين وفي ذكرى ابي عبدالله الحسين، كل نموذج كربلاء بين ايدينا. نموذج كربلاء بنماذجه الحسينية ونموذج كربلاء بنماذجه اليزيدية. رجل كعمر بن سعد يستعد لقتل حفيد رسول الله من اجل ملك الري، من اجل الدنيا، ثم هو يصرح بكل وقاحة بملك الري. والحسين (ع) لا وجهة له الا الله عزوجل. هذا النموذج اتمنى ان يكون متجسدا بكل قدوته واسوته بين ايدينا الان. خصوصا ان الدنيا ايها المؤمنون والمؤمنات، الدنيا في هذا العصر تطل على انساننا باجمل صورها، باجمل متاعها، يعني الدنيا في ايام عمر بن سعد وايام يزيد بن معاوية دنيا بسيطة. اما الان تجد الدنيا وحلاوة الدنيا ومتاع الدنيا في كل شيء، تجدها في الشارع، في التلفزيون، في السينما، في الاذاعة، في كل مكان. اينما وليت وجهك تجد الدنيا بوجهك بكل متاعها ومباهجها وزخارفها. بينما كانت هذه الدنيا بكثير من مظاهرها غائبة في ايام عمر بن سعد ويزيد بن معاوية. هذه الدنيا التي تصور لنا باجمل صورها في عصرنا الحاضر، نحتاج لمواجهتها لروحية اهل بيت رسول الله يعني نحن احوج ما نكون في عصرنا الحاضر الى نموذج ابي عبدالله الحسين لنقتدي به، الى نموذج السيدة الزهراء والسيدة زينب لتكون هذه النماذج قدوة لنا ونحن نجاهد جهادا كبيرا في مواجهة الدنيا بكل زخارفها.‏
الان الدنيا تعرض، انا اذكر لكم كيف تعرض الدنيا على مختلف المستويات. قد تبتدأ هذه الدنيا ببعض المظاهر الدنيوية البسيطة العادية في حياتنا. لكن تنتهي بنموذج حضاري كبير يظهر بمظاهر القوى العظمة، التي تستطيع ان تغري الناس بكل شيء، الان مظهر القوة لامريكا، هذا مظهر دنيوي كبير. لا يغري افرادا فقط يغري دولا وشعوبا باكملها، قوة امريكا، حضارة امريكا، حضارة الغرب وقدرة الغرب. يعني عمر بن سعد مشكلته مع الامام الحسين باي مجال، بمجال ان عمر بن سعد تسلم وعدا من يزيد بن معاوية. يزيد بن معاوية كان يمثل القوة الكبرى والدولة العظمى في ذلك العصر. يعني كانت اكبر دولة في عصر الامام الحسين هي دولة يزيد بن معاوية. دولة الاسلام، وكانت كل الدول الاخرى دول صغيرة، فكانت دولة يزيد بن معاوية المملوءة بمراكز الزعامة ومراكز الدنيا، كان يستطيع يزيد بن معاوية ان يغري الكثير من الناس. ولذلك حتى عندما دخل عبيدالله بن زياد الى الكوفة، بماذا اغرى الناس، اغرى الناس بالمناصب. (يا فلان نحن نعطيك المنصب الفلاني، يا فلان نحن مستعدون ان نقدم لك المركز الفلاني وهكذا).‏
اخذ فلان رئيس العشيرة يتفرق عن مسلم بن عقيل وفلان رئيس العشيرة يترك الامام الحسين ومسلم بن عقيل، حتى وجد نفسه هذا الرجل المسكين مسلم بن عقيل وحيدا فريدا في الصلاة. عمر بن سعد كان الوعد الاكبر له، بملك عريض في الري. ايها الناس يا ابناء الامام الحسين، لا يجوز ان يبقى انساننا محكوما للاغراءات الشيطانية، وللاغراءات الامريكية. نحن امة قامت على اسس اسلامية، آمنت بمبادئ الامام الحسين (ع). لذلك لا يجوز لنا ان نعير سمعنا ليزيد. امريكا هي يزيد هذا العصر. اسرائيل هي يزيد هذا العصر. لذلك من يعطي سمعه ولو قليلا لامريكا ولاسرائيل يعني اعطى سمعه ليزيد. الناس في الكوفة كانوا بعشرات الالوف مع الامام الحسين وكانوا جميعا قد اصروا على قتال يزيد بن معاوية، لكن عندما ابتدءوا يستمعوا خطابات عبيدالله بن زياد وكلمات عمر بن سعد حملوا سيوفهم وقتلوا الامام الحسين(ع). الفرق في مثل هذه الحالات ان تستمع الى الحق او تستمع الى الباطل وطبعا هذه المسائل مكان اثاراتها بشكل اساسي في مثل هذه المجالس. الامام الحسين خرج من اجل مواجهة الظلم. الامام الحسين عندما رفع لواء الثورة، رفع لواء الثورة في مواجهة ظلم الناس والجور على قضايا الناس. اذا اردنا ان نكون في موقع الاخلاص والولاء الحقيقيين لابا عبدالله الحسين. هناك، القضايا الاسلامية الاساسية سواء في العالم، او في المنطقة او في لبنان. القضايا الاساسية يجب ان تدرس دراسة دقيقة ونتوجه اليها توجها صادقا وتوجها مخلصا، لا يمكنني ان اكون حسينيا ثم اتخلى عن قضية اساسية بالنسبة للامة الاسلامية، اسمها القدس، لا يمكن. لا يمكن ان اكون حسينيا ثم ارى الظلم يمارس بابشع صوره، ثم انا ساكت " الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه" هذا تعبير ابي عبدالله الحسين (ع).‏
بحق الحسين واهل بيت الامام الحسين وكل الشهداء الذين سقطوا بين يدي الامام الحسين نسأل الله ان يسامحنا جميعا، ويغفر لنا ما تقدم وما تأخر من ذنوبنا.‏
اللهم اتمم نعمتك علينا بالنصر كما اتممتها على نبيك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
10-كانون الثاني-2008
استبيان