المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خطــابات

كلمة للسيد عباس الموسوي في ذكرى ولادة الرسول"ص" 26-9-1991

الملخص: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلقه محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.‏
في البداية نتوجه بالتهاني للامة الاسلامية جمعاء ولاتباع وانصار رسول الله (ص) الاخوة الحضور ، اتوجه اليكم جميعا والى الامة بالتهنئة بالولادتين، ولادة رسول الله محمد(ص) وولادة الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه.‏
سأحاول بهذا اليوم المبارك والليلة المباركة، سأحاول ان اتحدث عن الظروف التي ولد فيها رسول الله (ص) والواقع فهمنا لعظمة الرسول واهمية الولادة المباركة لرسول الله ، فهمنا لكل هذه المعاني متوقف بشكل اساسي على معرفة الظروف التي ولد فيها رسول الله (ص). ظروف العالم، كل العالم، في عهد رسول الله قبل البعثة النبوية الشريفة، كانت ظروفا صعبة على كل المستويات، كانت حالة الظلم مستشرية في كل المجتمعات، كان عدم الاستقرار، عدم الامن، كان سمة بارزة لكل ذلك العصر، فكنت تجد مجتمعا ظالما، مستكبرا، كل فرد من افراده من المستضعفين العاديين من الناس ، كل فرد كان يشعر بهذا الظلم ويلحقه نصيب من هذا الظلم ، ولذلك كنت تجد الحروف بين الدول الكبرى التي تنشر الرعب وتنشر اللااستقرار، وتشعر بعدم وجود امن في حياة الناس. فالدولتين الاعظم في ذلك العصر، امبراطورية روما وامبراطورية فارس كانتا في حرب دائمة، وكانت هذه الدول الكبرى تتعدى باستمرار ودائما على الدول الصغيرة ولذلك كل اطراف المنطقة العربية كانت تحت الاحتلال والسيطرة مما يدل على ان مسالة الاحتلال والعدوان كانت من المسائل العادية في حياة الناس، هذا على مستوى العالم.‏
اما عندما تقترب من المنطقة التي ولد فيها رسول الله (ص) تجد ان حالة اللااستقرار هي السمة العامة، لكن بمستوى الجزيرة، يعني بمستوى منطقة صغيرة لا توجد فيها قوى استكبار اساسية وكبرى، فكنت تجد مثلا مكة تتحكم بما حولها من المناطق والقرى وتسمي نفسها ام القرى كذلك بالنسبة الى العشائر بعضها مع بعض كانت العلاقة الاساسية ما بين هذه العشائر الصفة والطابع العام للعلاقة بين هذه العشائر هي الاقتتال الدائم والعدوان الدائم. اذا ليس هناك منطقة على مستوى العالم الا وكانت سمته عدم الاستقرار وعدم الامن، والظلم واستشراء الظلم هذه السمة والطابع العام لذلك العصر لذلك الناس عموما على مستوى العالم اصبحوا في غاية التعطش للعدالة يعني اصبحت ترى كل مجتمع من هذه المجتمعات التي تعيش كل هذه الويلات والمصائب والضغوطات اصبحت هذه المجتمعات متعطشة للامن، متعطشة للسلام متعطشة للعدالة متعطشة للخير الى ان بعث رسول الله (ص) الرسول الواقع ولادته وبعثته كانت تشكل الاستجابة الالهية لكل دعوات المظلومين على امتداد العالم يعني كان رسول الله مطلبا للبشرية جمعاء لا بشخصه وانما برسالته، يعني رسالة محمد بما تحمله من عدالة للبشرة، رسالة محمد بما تحمله من السلام والامن للبشرية هذه الرسالة كانت مطلبا ملحا للبشرية جمعاء ولذلك اتى رسول الله ليكون الجواب الالهي والاستجابة الالهي لكل المطالب التي يطالب بها المستضعفون التعطش للعدالة، طلب العدالة، طلب السلام طلب الامن طلب الاستقرار، هذا المطلب الذي كان يعجز عنه القواصرة والاكاسرة يعجز ان يوفروه للبشرية استطاع رسول الله (ص) ان يكون بولادته وببعثه وبدعوته الى الله ان يكون الجواب الذي يبلسم كل هذه الجراحات، جراحات المظلومين والمستضعفين في الارض حاول الرسول في البداية من خلال الجهاد بالدعوة الى الله بمرحلة حرم فيها استخدام السلاح، سميت هذه المرحلة الجهاد بالدعوة الى الله تبارك وتعالى، هذه المرحلة دامت ثلاثة عشر عاما والرسول داعية والمسلمين من حوله رجالا ونساءً دعاة الى الله، لا يحملون السلاح كل هذه الفترة المكية ثلاثة عشر عاما لم يستخدم السلاح الى مرة واحدة، المرة التي استخدم فيها الحمزة سلاحه بوجه ابي جهل وكانت مسألة اضطرارية جدا استثنائية يعني كانت مسالة ضرورية للدفاع عن رسول الله (ص) اصبحت البشرية بعد هذه التجربة التي دامت ثلاثة عشر عاما اصبحت البشرية امام تجربة واضحة ان رسول الله اذا اراد ان يطلق العنان لرسالته حتى تنتصر وتحقق اهدافها بالكامل لا بد من الجهاد المسلح وفعلا رسول الله هيئ الاجواء، هيىء الظروف كلها، حتى استطاع ان يصل الى المدينة المنورة حيث البنية الاجتماعية الاولى، او الدولية الاسلامية الاولى في المدينة كانت بدأت مرحلة الجهاد المسلح، عندما بدأ رسول الله هذه المرحلة ابتدأت التهم الاشاعات المغرضة.‏
محمد يفرق العرب، محمد يأمر بقتل الارحام، محمد زرع الحروب في المنطقة العربية، ابتدأت هذه التهم، محمد تسبب بزعزعة حتى بيوت الناس، انسان مستقر في بيته، بسبب دعوة محمد تهجر الناس الى مكة الى الحبشة مرتين وتهجر الناس الى المدينة هذه التهم اصبحت على لسان العرب نسي العرب ان كل تاريخهم الماضي، تاريخ الجاهلية هو تاريخ حروب نسي العرب ان حياتهم كلها نزاعات واقتتال داخلي، كانت العشيرة تغزو العشيرة والناس يقتل بعضهم بعضا، كل هذه المسائل نسيت واصبح محمد وهو رسول الله، الرسول الرحمة اصبح هو الذي يسن شرعة الحروب ويمزق الناس ويشيع الفساد في الارض ويهجر الناس عن اوطانهم الى ان ابتدأ يظهر الرسول الاكرم (ص) نجاح تجربته عندما استطاع ان يصنع من هذا المجتمع امة واحدة ثم هذه الامة الواحدة اصبحت امة مقتدرة تستطيع ان تواجه كل القوى المستكبرة في الارض، ساعة اذ الناس ادركت قيمة محمد وعظمة محمد والمعاني الحقيقة لمحمد وفعلا كل المجتمعات التي كانت تتعطش للحرية كل المجتمعات التي كانت تتعطش للسلام وللعدالة، رأت في محمد الجواب الشافي العلاج الكامل لكل امراضها، الذي اقوله في هذا المجال لولا لم يجاهد رسول الله ولم يعلن الحرب على الظالمين وعلى المعتدين لم يكن هناك امكانية لتخطي الظلم والظلمات التي كانت عقد ذلك العصر، تماما كالانسان المريض الذي يصل الى مرحلة يصرخ فيها لا يستطيع ان يتحمل الوجع ثم يعيش حالة اللااستقرار في جسده المجتمع في عهد رسول الله كان مريضا واشتد مرضه الى المستوى الذي كان لا يعالج الا بعملية جراحية قاسية فعندما اعلن الرسول ضرورة ان يستخدم سيف ذوالفقار لانه يعرف ان سيف ذوالفقار هو العلاج لا يمكن للبشرية طالما هناك قرار لزعماء قريش وطالما هناك قرار للمنافقين في المدينة المنورة وطالما هناك قرار عالمي بيد كسرى وقيصر طالما ان هؤلاء هم مراكز القرار لا يمكن ان تستقر البشرية ولذلك الرسول اراد ان يضرب مراكز القرار الاساسية وضربها، يعني هذه المراكز التي كانت تشكل عوامل اللااستقرار على مستوى الامة كان لا بد من ضربها عندما تنكست رؤوس زعماء قريش تنكست رؤوس المنافقين في المدينة المنورة، لم يعد هناك قدرة لليهود على صنع الفساد على مستوى الجزيرة العربية، ضعفت قدرة فارس وروما والحبشة.‏
ساعة اذ البشرية اصبحت قرارها بيد الاسلام بيد رسول الله. هذا هو حديثنا عن رسول الله (ص) اما حديثنا عن واقعنا في هذا العصر، قولوا لي هل هناك بقعة جغرافية واحدة في العالم تعيش حالة السلام الحقيقية، فقد نستثني دولة الاسلام في ايران ثم انظروا الى كل بلدان العالم، هذه قطاع جغرافي واسع من الارض، ارض الاتحاد السوفياتي الان تعيش اللااستقرار واللاسلام واللاعدالة ثم نرى ان هذه الدول التي تتفكك الدولة تلو الاخرى تهدد السلام العالمي في تلك المنطقة، الان انظروا الى المقييمين السياسيين في تلك المنطقة يبدون خشية حقيقية من اندلاع حروب كبرى في تلك المنطقة، حروب قومية على مستوى منطقة الخليج، اصبحت منطقة الخليج بؤرة توتر في العالم احدى عوامل اللااستقرار واللاسلام في العالم اصبح الخليج ونفط الخليج هذا ناهيك عن كل المسائل المنتشرة هنا وهناك لاسيما عندما تصل الى مسألة الوجود الاسرائيلي والوجود الامريكي . امريكا كقوة طاغية في الارض تشكل اخطر عامل لزعزعة الاستقرار في العالم بما تحمله من نيات عدوانية بالنسبة للشعوب وبالنسبة لكل مصالح الشعوب وخيرات الشعوب الان التفكير ايها الاخوة لم يعد فقط مقتصرا على نفط العرب حتى تعدى النفط الى المياه هذه الشركة الامريكية التي اتت الى تركيا حتى تصنع مؤتمر يسمى بمؤتمر المياه، هذا المؤتمر كان يراد له ان ينعقد قبل اسابيع لكن اخر والسبب انهم يريدون ضمانات لوجود "اسرائيل" في هذا المؤتمر ولذلك وجهت نصيحة في هذه الايام لضرورة ان يؤخر مؤتمر المياه لما بعد مؤتمر السلام بين العرب واسرائيل حتى يضمنوا وجود مقعد "لاسرائيل" في هذا المؤتمر.‏
مؤتمر المياه لاجل اي شيء حتى لا يبقى فقط الاستغلال والاحتكار والنهب لخصوص نفط العرب ونفط المسلمين، ينبغي ان تسرق كل خيرات هؤلاء الناس حتى نقطة المياه يجب ان تنهب وتسلب، طبعا البشرية عندما لا تستقر حتى في شربة المياه لا يطمئن المستضعف حتى على شربة المياه حتى على ساقية المياه التي تمر تحت بيته او الى جوار بيته عندما لا يستقر الانسان حتى بالنسبة الى هذه الحاجة الضرورية كيف يمكن ان نتصور استقرارا وسلاما وعدالة. اذا البشرية على امتداد العالم تعيش الظلم والعدوان واللااستقرار واللاسلام والذين يشكلون اركان اللااستقرار واسباب اللااستقرار في العالم هم هذه القوى المستكبرة ،امريكا، اسرائيل القوى الطاغوتية المتناثرة هنا وهناك عندما تكون المسالة بهذا المستوى نرى في هذه الظروف نفس الظروف التي كان يعاني منها رسول الله لكن بشكل اوسع وبشكل اخطر يعني اذا كان ذلك الزمن بحاجة الى رسول الله ايضا هذا الزمن بحاجة الى رسول الله والرسول كما ذكرت لكم ليس شخصا، الرسول رسالة، من هنا عندما انطلق الامام الخميني رضوان الله عليه بثورته المباركة، عبر الامام عن ولادة جديدة للاسلام المحمدي الاصيل يعني بعبارة اوضح ايها الاخوة والاخوات. الاسلام قبل الامام الخميني اصبح جزءا من معادلة الاستكبار العالمي والظلم الاستكباري يعني اصبح هناك اسلام لكنه اسلام امريكي، هناك اسلام لكنه اسلام الطواغيت تعبير عن الحاجة للظالم هنا او الظالم هناك هذه الحالة الاسلامية كانت.‏
حتى الشاه بمرحلة من المراحل طرح على المستوى الزعامة الشيعية في العالم باسم التشيع لاهل البيت هذه كانت كلها بفعل خطط امريكية. اذا حتى حركة الاسلام كانت جزءا من حركة الاستكبار العالمي هذا هو الاسلام الذي نعته الامام الخميني بالاسلام الامريكي ولذلك ولادة ثورة الامام الخميني هي ولادة للاسلام المحمدي الاصيل نفس الاسلام الذي نزل على رسول الله بصفائه ونقائه وثورته وقوته ولذلك اول ما ضربت بهذا الاسلام، امريكا يعني اول لكمة، اول ضرب سددت لقوى الاستكبار العالمي هي الضربة في وجه امريكا واللكمة في وجه امريكا، اكبر دولة لامريكا في منطقة الشرق الاوسط، امبراطورية الشاه سقطت على يد الاسلام المحمدي الاصيل، ولذلك ركن اساسي من اركان اللااستقرار واللاسلام للشعوب المظلومة والمستضعفة، اول ركن من اللااستقرار واللاعدالة والذي كان يمثله الشاه ضرب على يد الامام والاسلام.‏
ولذلك يجب ان ننطلق ونحن نقيم كل حالة اسلامية على مستوى العالم الاسلامي، ينبغي ان ننطلق بتقيمها من خلال هذه الزاوية. زاوية ولادة الاسلام المحمدي الاصيل، الاسلام الثوري، الذي يتحدى الجبابرة ويتحدى قوى الاستكبار العالمي، من هذه الزاوية اطل على الحالة الجهادية الراقية والنموذجية التي حصلت على ساحتنا في لبنان، تجربة المقاومة الاسلامية، هي اول حالة تنطلق انطلاقة سليمة على اسس الاسلام الثوري الصحيح ولذلك كان الاصرار منذ البداية ان هذه المقاومة اسلامية، ممنوع ان تسمى باي اسم اخر. يعني اصرارنا على اسلامية المقاومة لم يكن تعصبا، لم يكن تمسكا بهوى وشهوة وانما هناك فكر ورسالة هذا الفكر وهذه الرسالة اذا كانت اساس هذه المقاومة يمكن لهذه المقاومة ان تكون قوية ومقتدرة ، يعني يمكن للمقاومة ان تتأسس على اساس متين ولذلك كل المقاومات الاخرى اين هي ، احيانا يكون هناك مقاومة وبعد فترة تجد انها غابت عن الساحة، ثلاث سنوات، اربع سنوات وخمس سنوات وتنتهي وتعود وتخرج مقاومة جديدة وبعد فترة من الزمن ايضا يغلق ملفها وتنتهي والسبب ان هذه المقاومات لم تأسس على اساس واضح وثابت دائما البناء باساساته باسسه الفكرية باسسه المبدئية بأسسه الرسالية، الوطنية لا تشكل رسالة القومية العربية لا تشكل رسالة وهكذا كل الطروحات الاخرى لا تشكل بالحد الادنى رسالة هذه الامة، الامة لا تؤمن بغير الاسلام ولا تنطلق الى على اساس الاسلام لا يتحرك شعورها الا بالاسلام لا يتحرك ضميرها الا بالاسلام، لا يتحرك فكرها الا بالاسلام لا يتحرك جهدها او لا تتحرك يدها الى باسم الاسلام ولذلك المقاومة الاسلامية قيموها بكل مراحلها من النشأة الاولى الى هذه اللحظة، نشأت باصعب الظروف واستمرت باصعب الظروف من يستطيع ان يؤسس مقاومة عام 1982، من يستطيع.‏
عام 1982 عام الهزيمة. الهزيمة الفكرية والهزيمة النفسية والهزيمة الواقعية، الناس انكفأت يعني الظرف الاصعب هو ظرف الاجتياح الاسرائيلي والاجتياح الامريكي عام 1982 مع ذلك في هذا الظرف الاكثر تعقيدا وصعوبة تفاجأ المقاومة الاسلامية كل هذا الواقع الصعب ثم تولد بقوة وباقتدار، ثم تمر مراحل صاعدة وهابطة هذه الظروف واذ بالمقاومة بكل هذه الظروف الصعبة، ظروف الفتن الهوجاء في لبنان ظروف الحركات المؤامرة من الخارج والداخل، ظروف المؤامرات الخاصة على المقاومة كمقاومة كل هذه الظروف بكل ابعادها ظلالها الصعبة والمعقدة تبقى المقاومة الاسلامية قوة مستمرة هذا معنى ان تعتمد وانت تسلك الطريق الصعب ان تعتمد طريقا واضحا وفكرا واضحا وهوية واضحة يعني نفس الاهداف التي حملها رسول الله نفس المبادئ التي انطلق منها رسول الله حتى الاسم الذي اصر عليه رسول الله في الدنيا والآخرة ،الاسلام. الاسم، الشعار، المضمون، المبدىء، الفكرة، الفلسفة، الكتاب، التاريخ، كل هذه المضامين العظيمة التي كانت مع محمد (ص) هي مع مسيرة المقاومة الاسلامية ولذلك مثل هذه المسيرة مسيرة بحمد الله ومقاومة بحمد الله قوية ومهتدية، مهتدية بهدى الله مستنيرة بنور الله، هذه هي مقاومتنا، تستنير بالاسلام، تستضيء بنور الاسلام تعيش قيم الاسلام وفكر الاسلام ومبادئ الاسلام، ولذلك قد تشن علينا الغارات، قد تكثر حملات التشويه، قد يقال كل شيء كما قيل تمام بوجه محمد، قيل له انت فرقت العرب يا محمد قيل لمحمد انك نشرت الحروب في الجزيرة العربية، قيل لمحمد انك كنت سببا لتهجير الناس، كل ذلك قيل بوجه محمد لكن كان محمد يعرف ان التغيير يحتاج الى ضريبة، اي عملية تغييرية تحتاج الى ضريبة، هذه الضريبة ستكون من اعصاب الناس، ستكون من ارواح الناس، ستكون من ممتلكات الناس، تماما كالانسان الذي كما قلت لكم يستعد للعملية الجراحية مهما كانت صعبة.‏
الطبيب قد يضطر الى نزع جلدة رأسك لاجراء عملية جراحية ويتعمق على عمق الدماغ حتى يستخرج جرثومة معينة، نحن لسنا امام جرثومة عادية، نحن في لبنان امام جرثومة سرطانية تريد ان تمتد الى كل الجسم والجسد العالمي والاسلامي وهي تسعى كما ترون، تنتشر بسرعة بامراضها، تنتشر بهجرتها تنتشر ببشرها، تنتشر بمستوطناتها تعتدي على الناس تهجر الناس تظلم الناس "اسرائيل" جرثومية سرطانية حقيقية ، انا كانسان ادعي انني طبيب لهذه الامة كانسان مسلم يجب ان اقوم بعملية جراحية مهما كانت مكلفة، لانه بدون هذه العملية الجراحية لاستئصال الغدة السرطانية "اسرائيل" ستكون الضريبة اكبر، يعني الان اتمنى ان نلتفت الى هذا المثل هؤلاء الجماعة الذين يجتمعون في الجزائر، المجلس الوطني الفلسطيني وعلى رأسهم ياسر عرفات الذين وصلوا الى مرحلة يحاول ياسرعرفات ان يقنعهم بالموقف الامريكي وضرورة التجاوب مع الموقف الامريكي لانه بالرسالة الامريكية التي ارسلت للفلسطينيين قال ان هناك تتطور ايجابي، قيل له يا ياسر عرفات ما هو التطور الايجابي في الموقف الامريكي، قال:" في الماضي عندما كان يريد الامريكان ان يكتبوا رسالة او اي شيء كان يكتبون (الفلسطينيين) الان كتبوا الشعب الفلسطيني اولا وثانيا نحن طالبنا ان يكون ممثلا عن القدس الشرقية والان الامريكان كتبوا ان نختار واحدا من عائلة مقدسة ولو كان من ضمن الوفد الاردني، يعني واحدا كان احد اجداده يوما من الايام من مدينة القدس والان يمكن ان يكون بالوفد الاردني وليس بالوفد الفلسطيني" اي هذه العبارتين على اساسهم اصبح يمكن بيع القضية الفلسطينية كلها.‏
هل القضية الفلسطينية بحجم هاتين الكلمتين يا ياسرعرفات؟ ايها المجلس الوطني؟ هاتين العبارتين كافيتين لبيع القضية الفلسطينية والقدس وموطن ابراهيم الخليل وموطن عيسى بن مريم والقدس الشريف والمجسد الاقصى؟ كل هذه المقدسات تباع بهاتين الكلمتين ؟ نعم هذا هو الموقف على المستوى العربي ، مثل هؤلاء هل تتصورون بواسطتهم امكانية التغيير في العالم الاسلامي هؤلاء اصبحوا جزءا من امراض العالم الاسلامي،اصبحوا بمواقفهم،اصبحوا باشخاصهم، اصبحوا بافكارهم وذهنيتهم، اصبحوا جزءا من الامراض والمشاكل والعقد مستوى المنطقة بينما تبقى انت كانسان مسلم تحمل فكرة الجهاد المقدس والمقاومة الاسلامية تبقى ان المبضع (مبضع الجراح) الذي يريد ان ينقد مباشرة على الجرثومة السرطانية لاستئصالها ومعالجة المرض . ولذلك ونحن امام حجتين لا حجة واحدة . حجة رسول الله علينا ، وحجة امامنا الصادق عليه السلام ، ولادتين، رسول الله قام بثورة حقيقية لم تكتمل فيما بعد الا بثورتين ، ثورة الحسين الدموية، وثورة الامام الصادق الفكرية والعلمية ، لذلك امام هذه المناسبات المباركة والعظيمة ، ينبغي ان نتوجه لفهم واقعنا ولمعرفة واقعنا حتى نعالج كل عقد هذا الواقع، على ضوء مبادئ رسول الله ومبادئ الامام الصادق، نستلهم من الحسين والصادق وعلي بن ابي طالب والباقر وزين العابدين والرسول الاكرم، نستلهم من كل هؤلاء الحلول لواقعنا ولامراضنا.‏
نسأل الله بحق رسول الله وبحق الامام الصادق ان يوفقنا ويسدد هذه المسيرة ويجعلها منتصرة على كل الاحزاب وكل الاتجاهات "هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون".‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
10-كانون الثاني-2008
استبيان