هناك مأزق حقيقي في لبنان اليوم خصوصا بعد الحرب وهناك انقسام وطني حاد وليس هناك انقسام مذهبي . وليس الخلاف الحاصل اليوم هو خلاف بين السنة والشيعة ،او خلاف مسلمين ومسيحيين او خلاف دروز وسنة وشيعة ومسيحيين ، ابدا . هناك انقسام سياسي وطني ،هناك خيارات استراتيجية وسياسية كبرى يتفق عليها قوى سياسية شيعية وسنية ودرزية ومسيحية ،وهناك خيارات اخرى يتفق عليها قوى سياسية من نفس الطوائف ،وعندما خرج البعض من الشيعة ليقول كلام اخر غير كلام حزب الله وحركة امل ضنوا بأننا ستحزن ، نحن كنا سعداء لان خروج اصوات اخرى تؤيد الموقف الاخر سيؤكد ان النزاع هنا ليس نزاع مذهبيا وانما هو نزاع سياسي .
شاهدوا الحسابات الخاطئة حتى عندما يريدون إيذاءنا ينفعوننا ،اذا نحن امام انقسام وطني وندائي اليوم في مهرجان النصر الذي صنعه اللبنانيون من كل الطوائف ومن كل المناطق ، اريد ان انبه واقول لا تسمحوا لاحد ان يحول الانقسام السياسي الى انقسام مذهبي ،وانقسام طائفي ،يحرم تحريك المذهبيات والطوائف للدفاع عن خيارات سياسية . هذا لعب بالنار وتخريب للبلد وهذا تدمير للبلد .نعم في الخيارات السياسية نحن منقسمون ،/ نتنافس نتحاور نختلف يهاجم بعضنا بعضا في الاعلام نذهب الى الشارع ونذهب الى الانتخابات كل هذه الآليات السلمية والديمقراطية مشروعة ومباحة . هذا ما يجب ان اؤكد عليه ،طالما هناك انقسام سياسي هناك تحديات خطيرة في مواجهة هذه التحيات لا يستطيع الفريق الحاكم حاليا في لبنان ان يواصل السلطة والعمل . المدخل الطبيعي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية ،وانا هنا عندما اتحدث عن حكومة وحدة وطنية لا اتحدث عن اسقاط احد ولا شطب احد ولا حذف احد . وانما كما قلت في 25 ايار الماضي ،تعالوا لنضع اكتافنا جميعا كتفا بكتف لنحمي لبنان ولندافع عن لبنان ولنبني لبنان ولنعمر لبنان لنصون لبنان لنوحد لبنان . بكل صراحة الحكومة الحالية ليست قادرة لا على حماية لبنان ولا على اعمار لبنان ولا على توحيد لبنان .
لكن عندما نقول الحكومة الحالية لا يعني اننا نريد حذف او شطب او الغاء احد ابدا . وانما نقول تعالوا جميعا لنحمي ولنبني وندافع . اذا بناء الدولة القوية القادرة يبدأ :اولا : من حكومة وحدة وطنية جدية وانا هنا لا ارفع شعارا للاستهلاك فليسمعوني جيدا انا هنا لا ارفع شعارا للاستهلاك ولا لتقطيع الوقت ولا استرضاء لحلفاء او لاصدقاء . هذا مشروعنا الجدي الذي سنعمل جميعا في كل قوة في المرحلة المقبلة .والامر الثاني في بناء الدولة العادلة القوية المقتدرة يبدأ من وضع قانون انتخاب منصف تشعر فيه كل الطوائف وكل التيارات السياسية بان امامها فرصة واقعية لتمثيل حقيقي ولا تشعر فيه اي طائفة انها باتت مستتبعة لطائفة اخرى . هكذا نبني الدولة القوية العادلة القوية المقتدرة وهذا هو المدخل .لمعالجة كل مشكلاتنا . هنا نأتي الى التحديات والملفات الباقية بسرعة .في قضية سلاح المقاومة هناك شيء له علاقة بالواقع الحالي .
يأتون لمحاصرة البحر من اجل ماذا ؟هل من اجل حماية لبنان ؟ كلا وقالت المستشارة الألمانية ( سلام الله عليها ) البحرية الألمانية تقوم بدور تاريخي لحماية حق إسرائيل في الوجود . يأتون من البحر ويريدون محاصرة السماء ومحاصرة الحدود وانا اقول لهم حاصروا واقفلوا الحدود والبحر والسماء ان هذا لن يضعف شيئا لا من ارادة المقاومة ولا من سلاح المقاومة .نحن خضنا حربا 33 يوم وكنا مستعدين لحرب طويلة .ما قدمناه في الحرب هو جزء بسيط من قدراتنا ، اذا في بنت جبيل وقفت وقلت انه بحوزتنا اكثر من 12 الف صاروخ ،رجعنا وضحنا وقلنا 12 الف ليس معناه انه لدينا 13 الف يمكن ان يكون العدد اكبر من ( هيك) اليوم اقول لكل الذين يريدون ان يقفلوا البحار والسماء والصحاري والحدود والعدو المقاومة تملك اكثر من عشرين الف صاروخ .وخلال ايام قليلة وهي خارجة من حرب ضروس استعادت المقاومة كامل بنيتها العسكرية والتنظيمية والتسليحية المقاومة اليوم اقوى مما كانت عليها قبل 12 تموز .لانها راكمت في الحرب تجربة جديدة وارادة جديدة وعزما جديدا .من يراهن على ضعف المقاومة نقول له من جديد انت تخطئ في الحساب .اليوم المقاومة في 22 \2006 اقوى من اي وقت مضى منذ العام 1982 .
الموضوع الثاني هو موضوع الاسرى اسراكم ابنائكم سيعودون انشاء الله كلهم .وانا باسم المقاومة وعدتكم في 12 تموز وقلت لكم باسم رجال الله وليس باسمي واسم ابي ،باسم المقاومين قلت لكم لو جاء الكون كله لم يستطيع ان يستبدل هاذين الاسيرين الا بمفاوضات غير مباشرة وتبادل .وبعد 12 تموز نعم لقد جاء الكون كله وبقيتم وصمدتم وبقي الاسرى في ايدينا .ولن يطلقوا الا بعودة الاسرى الذين نطالب بتحريرهم وعودتهم وهذا الملف نحن ( مريحين ) العالم منه والناس كلم من هذا الموضوع .
ثالثا : مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وفود من هذه البلدات الطيبة الصابرة خافت في هذه الايام نتيجة الترتيبات الجديدة في المنطقة الحدودية . انا اؤكد لهم لن يتم التخلي عن مزارع شبعا وتلال كفر شوبا ولن يتخلى احد عن شبر واحد من ارض لبنان المحتلة . في سياق الحرب والمفاوضات السياسية كانت هناك فرصة جدية لتحرير مزارع شبعا وكاد الامريكييون ان يوافقوا بل وافقوا .ثم جاؤوا واخلفوا بالوعد كعادتهم وقالوا لا نستطيع الان ان نعيد مزارع شبعا الى لبنان لماذا ؟ لاننا لا نريد ان نقدم نصرا الى حزب الله . انا اقول لهم اعيدوها لمن شأتم وقدموا نصرا لمن شأتم ولكن اعيدوها اعيدوها . كان يمكن في سياق الحرب لو توفرت الارادة السياسية الجدية والوحدة السياسية الجدية والمقاومة السياسية المتكاملة لامكننا استعادة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا .ولكن انا اؤكد لكم هي على خط التحرير ومعها خل الخروقات القائمة الان الدولة هي المتواجدة الجيش اللبناني متواجد هناك جيشنا الوطني واليونيفل اكتمل عددهم على الخمسة الاف . في السابق عندما كانت المقاومة على الحدود أي جرافة تدخل ولو عشرة امتار كانت تضرب وتهرب الان الحدود باتت مفتوحة يدخلون الى أي مكان يريدون . الذي مضى مضى هذا الامر لا يرتبط بالجيش اللبناني يعني الجيش اللبناني يملك الشجاعة والارادة والعزم وضباطه وجنوده هم اخوة هؤلاء المقاومين ولا فرق بينهم . المسألة ترتبط بالقرار السياسي هل ستحول الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني الى وحدة عداد شكاوى وتسجيل خروقات هذا معيب في حق الجيش اللبناني . لا الجيش يرضى ولا شعب لبنان يقبل جيشنا ليس ليجلس على الحدود ويعد الخروقات الاسرائيلية مثل قوات الامم المتحدة المتواجدة منذ العام 1972 . جيشنا مهمته التي ذهب من اجلها الى الجنوب بقرار من الحكومة اللبنانية الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين وارزاقهم وامنهم . الان الوطن تخترق سيادته وارضه ومواطنون يخطفون بين الحين والاخر ويعتدى عليهم وعلى حقولهم . ما هو القرار السياسي للحكومة ؟ .
حتى الان نحن صبرنا لاننا لا نريد ان نسجل أي خرق للقرار 1701 الغير مقدس .لاننا نعرف ان أي خرق بسيط منا ولو كان دفاعا شرعيا ستقوم الدنيا ولن تقعد . اسرائيل منذ وقف النار تقوم بخروقات واعتداءات وتجاوزات والعالم يسكت . لكن ثقوا تماما لن نصبر طويلا واذا تخلفت الدولة والحكومة عن مسؤوليتها في حماية الارض والمواطنين .الشعب اللبناني سيتحمل المسؤولية كما تحملها منذ العام 1982 .
واقول للصهاينة اذا كان من احد قدم لكم ضمانات امنية انا لا اعرف. واذا كان من احد قدم هذه الضمانات تحت الطاولة او فوقها فهذه الضمانات تعنيه هو ولكنها لا تعني المقاومة في لبنان ولا تعني شعب لبنان . المطلوب اذا ان نشحذ همتنا الوطنية وان نقف خلف جيشنا الوطني وان نسانده وندعمه وان يجهز باحسن تجهيزات ليكون حارسا للوطن وللقرى والبلدات والحقول والفلاحين والكنائس والمساجد وليس حاميا لاحد اخر .
بالنسبة لليونيفل : المعززة نحن رحبنا بكم واجدد ترحيبي بكم في اطار مهمة واضحة مهمتكم مساندة الجيش اللبناني وليست مهمتكم التجسس على حزب الله او نزع سلاح المقاومة هكذا قال السيد الامين العام كوفي انان ومسؤولون عديدون حتى هذه اللحظة لم اسمع من أي دولة شاركت في اليونيفل انها ارسلت ابنائها وجنودها للدفاع عن لبنان واللبنانيين . يخجلون بنا ان يقولوا جاؤوا ليدافعوا عنا ولكنهم يتحدثون عن الدفاع عن اسرائيل . اليونيفل مرحب بهم طالما انهم ملتزمون بمهمتهم . وانا ادعوا قيادة القوات الدولية في لبنان الى الانتباه لانني سمعت بعض المعلومات والمعطيات ان هناك من يريد ان يجر هذه القوى الدولية الى صدام مع المقاومة وسمعت انه في بعض الجلسات قيل ان وجود قوات دولية سيعيد توازن قوى الداخل في لبنان .هذا الكلام خطير القوات الدولية جاءت من اجل مهمة محددة ولا يجوز لها ان تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي وتؤدي الى تورط من هذا النوع .
فيما يتعلق في السجالات السياسية نحن ما كنا نريد ان ندخل في سجال سياسي مع احد في مرحلة الحرب سمعنا الكثير من الاذى وسكتنا وصبرنا وبعد انتهاء الحرب استمر السجال والهجوم والاعتداء الاعلامي والسياسي على المقاومة وعلينا . لكن في البيانات الخيرة وصلت الامور الى حد لا يطاق .الله يرضى للمؤمنين الذل لقد وصل الاعتداء الاعلامي السياسي على المقاومة في لبنان خلال الحرب وصبرنا عليه ولكن وصل بعد الحرب الى حد لا يطيقه الا الانبياء ونحن لسنا انبياء .
ان يقف شخص ليقول نفهم اثنان نتفهم ثلاثة نستوعب ولكن ان تجتمع قوى سياسية بقدها وقديدها في البريستول لتاتي بنوابها وقياداتها واعضاء مكاتبها السياسية ثم لتطلع على اللبنانيين بخلاصة تقول فيها ان الحرب التي حصلت في لبنان هي حرب ايرانية من اجل الملف النووي الايراني ومن اجل تعطيل المحكمة الدولية حقيقة هذا الامر ما كنا نطيقه مع اعتزازنا بعلاقتنا وصداقتنا مع الجمهورية الاسلامية في ايران بقيادة سماحة الامام القائد السيد الخامنئي .واعتزازنا بعلاقتنا مع سوريا قيادة وشعبا .نحن سياديون ونحن استقلاليون لا علاقة لهذا الامر في الحرب وماضينا يشهد اكثر من ماضيهم .لكن ان يقال ان هذه الحرب التي شنتها امريكا واسرائيل وقالت فيها كونداليزا رايس انها مخاض عسير لولادة شرق اوسط جديد وقال فيها اولمرت وبيريز وفي الاخر تكون النتيجة ان تهدم بيوتنا وتقتل اطفالنا ونقاتل في حرب قال العرب انها حرب سادسة وقال الصهاينة انها الاولى والنتيجة اننا نقاتل من اجل الملف النووي الايراني ومن شان المحكمة الدولية هذا كلام عيب هذا كلام فيه غمز . نحن نحترم كل الحريصين علي وعلى عمتي والجبة انه يا سيد لا تدخل في السجال .الشباب والقيادات في الحزب هي التي تدخل في السجال ,لكن هناك حد حتى انا ( عمامتي ولحيتي لستا اشرف من هذه المقاومة وهؤلاء الناس ) اذا كان لعمامتي ولحيتي شرف فهو منكم ومن هذه المقاومة ودماء شهدائها .انا ادعوا الى وقف السجالات والى تجنب العبارات السخيفة والمؤذية والقاسية وان نبقى في اطار التنافس السياسي المنطقي والمعقول لان مصيرنا في النهاية واحد ولان في نهاية المطاف يجب ان نبني لبنان سويا ولكن لن اسكت انا حسن نصرالله ولن اسكت عن اهانة شعب المقاومة .قبل ايام قام زعيم من الزعماء الكبار في قوى 14 شباط ليقول لا يسمح ان يقف احد ولو ان يقول بهدوء ان جمهور المقاومة بلا تفكير هل انتم بلا تفكير .من يقبل هذه الاهانة .وانا احترم جمهوره واحترم شبابهم ونسائهم واحترم خياراتهم اذا كانت وطنية ولكن لا يمكن ان نقبل ان يهين جمهور المقاومة احد وعليه ان يعتذر .نحن لسنا حزبا شموليا ولسنا نظاما شموليا ولسنا فئة شمولية انا لا ابي كان (بيك ولا جدي كان بيك ولا ابني سيكون بيك ).نحن لا نريد رجال سياسة حريصون من خلال أي صيغة حوار ان نخرج من الانقسام السياسي في البلد .نحن ملتزمون ومن دعاة الدولة ومشروع الدولة وبناء الدولة واقامة الدولة ولكن نحن اصحاب كرامة كرامتنا قبل كل شيء كرامتنا لا يمكن ان نسمح لاحد ان يهدر كرامتنا من اجل ان يبني لنا بيتا وقد هدم من اجل كرامتنا .لا يتصور احد انه يمكن ان يشبع بطننا على حساب كرامتنا ونحن قدمنا دمنا من اجل كرامتنا هذا نحن .في هذا السياق انا ادعوا للعودة الى الهدوء والتعقل ونحن امام شهر رمضان المبارك اعاده الله على اللبنانيين جميعا بخير ونطلب من الله ان يوفقنا لصيامه وقيامه وعسى ان يكون هذا الشهر فرصة للتامل والتفكر والعودة الى الذات ولرؤية الحقائق اخرجوا وانظروا الى الحقائق ولا تشتبه عليكم الامور ولا تبنوا اموركم على حسابات خاطئة .